هل تناسب حقن ويجوفي النساء الحوامل؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت حقن ويجوفي خيارًا شائعًا لمن يرغبون في فقدان الوزن بطريقة طبية وآمنة. ومع ازدياد الاهتمام باستخدامها، بدأت التساؤلات تزداد حول مدى ملاءمتها لفئات معينة من الناس، ومن بين أبرز هذه الفئات: النساء الحوامل. هل يمكن استخدام حقن ويجوفي بأمان خلال الحمل؟ وهل قد تؤثر على صحة الجنين؟ هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها بالتفصيل في هذا المقال.
لكن قبل الغوص في التفاصيل، من المهم أن نفهم أيضًا الفرق بين ويجوفي ومونجارو، حيث أن كلاً من العقارين يستخدم لأغراض مشابهة في خسارة الوزن، لكن يختلفان في المكونات والتأثيرات الجانبية والملاءمة لبعض الحالات الصحية، بما فيها الحمل.
ما هي حقن ويجوفي؟
حقن ويجوفي تحتوي على مادة فعالة تُدعى سيماجلوتايد (Semaglutide)، وهي تُستخدم لتحفيز مستقبلات GLP-1 في الجسم، مما يساعد على تنظيم الشهية، وتقليل تناول الطعام، وبالتالي إنقاص الوزن. تم تطوير هذه الحقن في الأصل لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، لكن الدراسات أثبتت فعاليتها في فقدان الوزن حتى لدى غير المصابين بالسكري.
الحمل وفقدان الوزن: هل يجتمعان؟
من المعروف طبيًا أن فقدان الوزن ليس هدفًا مطلوبًا خلال فترة الحمل، بل على العكس، تحتاج المرأة الحامل إلى الحصول على سعرات حرارية كافية لدعم نمو الجنين. لذلك، أي تدخل دوائي يهدف إلى إنقاص الوزن أثناء الحمل يُعتبر غير آمن على الأرجح.
هل حقن ويجوفي آمنة أثناء الحمل؟
حتى الآن، لم يتم التصريح باستخدام ويجوفي للنساء الحوامل. بل إن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تصنف مادة السيماجلوتايد ضمن فئة الأدوية التي قد تسبب ضررًا للجنين، بناءً على الدراسات الحيوانية التي أظهرت زيادة في حالات فقدان الحمل وتشوهات الجنين عند استخدام المادة الفعالة.
لذلك، يُنصح بعدم استخدام حقن ويجوفي خلال الحمل، إلا إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر بشكل واضح ومثبت سريريًا، وهو أمر نادر الحدوث.
لماذا لا يُنصح باستخدام ويجوفي للحامل؟
هناك عدة أسباب واضحة لذلك:
-
خطر التأثير على نمو الجنينمادة السيماجلوتايد قد تؤثر على نظام التمثيل الغذائي للجنين وتؤدي إلى مشاكل في النمو أو التشوهات الخلقية.
-
زيادة خطر فقدان الحملبعض الدراسات على الحيوانات أظهرت أن الاستخدام أدى إلى ارتفاع معدلات الإجهاض.
-
عدم وجود دراسات كافية على البشرلم تُجرَ دراسات سريرية كافية على النساء الحوامل لتحديد درجة الأمان، مما يجعل استخدامه غير مضمون النتائج.
-
فقدان الوزن في الحمل ليس مستحبًاالحمل يتطلب اكتساب وزن صحي لدعم نمو الجنين وتوفير المغذيات الضرورية، وأي دواء يمنع هذا الاكتساب قد يُضر بصحة الأم والجنين معًا.
ماذا لو تم الحمل أثناء استخدام ويجوفي؟
إذا اكتشفت المرأة أنها حامل أثناء استخدام حقن ويجوفي، فيجب عليها التوقف عن استخدامها فورًا والتوجه للطبيب المختص. غالبًا ما يُطلب منها إجراء فحوصات دورية للتأكد من سلامة الجنين، ومتابعة تطور الحمل عن كثب.
ينصح الأطباء النساء اللواتي يخططن للحمل خلال فترة قريبة بالتوقف عن استخدام ويجوفي قبل الحمل بشهرين على الأقل، لتجنب أي تأثيرات سلبية محتملة.
هل هناك بدائل آمنة أثناء الحمل؟
فترة الحمل تتطلب عناية خاصة، لذلك فإن أفضل طريقة لإدارة الوزن أثناء الحمل هي من خلال التغذية المتوازنة والنشاط البدني الخفيف الذي يوصي به الطبيب. لا توجد أدوية تنحيف آمنة تمامًا للحامل في الوقت الحالي.
بدائل مثل ممارسة المشي، شرب الماء بانتظام، وتناول وجبات صحية صغيرة ومتكررة قد تساهم في الحفاظ على وزن صحي دون الحاجة لأدوية.
الفرق بين ويجوفي ومونجارو: أيهما أكثر أمانًا للحامل؟
كما ذكرنا سابقًا، الفرق بين ويجوفي ومونجارو يكمن في المادة الفعالة وطريقة العمل.
-
ويجوفي تحتوي على سيماجلوتايد.
-
مونجارو تعتمد على تيرزيباتيد، وهي مادة حديثة نسبياً لها تأثيرات متعددة على مستقبلات GLP-1 و GIP.
لكن بالرغم من هذا الفرق، فإن كلا الدواءين غير موصى بهما أثناء الحمل، لعدم توفر أدلة كافية على الأمان. لذلك، لا يُفضل الاعتماد على أي منهما خلال فترة الحمل.
هل يمكن استخدام ويجوفي بعد الولادة؟
بعد الولادة، يمكن النظر في استخدام ويجوفي كأداة لفقدان الوزن المكتسب أثناء الحمل، ولكن ذلك يجب أن يكون تحت إشراف طبي، وخاصة إذا كانت الأم مرضعة. حيث لم تُحدد بعد درجة الأمان الكاملة لمادة السيماجلوتايد خلال الرضاعة.
إذا كنتِ تخططين لاستخدام الحقن بعد الولادة، استشيري طبيبك لموازنة الفوائد والمخاطر، وتحديد التوقيت الأمثل.
نصائح عامة للمرأة الحامل التي تفكر في التنحيف
-
لا تستخدمي أي دواء لتنقيص الوزن خلال الحمل دون استشارة طبية.
-
اهتمي بتناول وجبات صحية ومتوازنة.
-
مارسي نشاطًا بدنيًا خفيفًا إن سمح الطبيب.
-
تابعي وزنك دوريًا ولكن لا تجعلي الأمر مصدر قلق.
-
تذكري أن اكتساب الوزن خلال الحمل أمر طبيعي ومطلوب.
خلاصة
حقن ويجوفي تُعد خيارًا فعالًا وآمنًا لفقدان الوزن في كثير من الحالات، لكنها غير مناسبة للنساء الحوامل نظرًا لعدم توفر بيانات كافية عن أمانها في هذه المرحلة الحساسة، إضافة إلى النتائج السلبية المحتملة على الجنين. ويجب دائمًا التوقف عن استخدام الدواء فور اكتشاف الحمل، والتوجه إلى الطبيب المختص لتقييم الوضع.
وإذا كنتِ تبحثين عن خيارات جمالية أو طبية آمنة خلال أو بعد فترة الحمل، يمكنكِ الحصول على استشارة من متخصصين في عيادة تجميل لمساعدتكِ في اختيار الحل الأنسب لحالتك.
Comments
Post a Comment